يُعد البحر الأسود أحد أهم البحار الداخلية في العالم، حيث يقع بين أوروبا وآسيا، ويتصل بالبحر الأبيض المتوسط عن طريق مضيق البوسفور وبحر مرمرة. تبلغ مساحة البحر الأسود حوالي 436,400 كم²، ويصل أقصى عمق فيه إلى 2,212 متر.
يُعرف البحر الأسود بهذا الاسم منذ العصور القديمة، حيث أطلق عليه الإغريق القدماء اسم “بونتوس أوكسينس” (Pontus Axeinus)، أي البحر “غير المضياف”. وقد أطلقوا هذا الاسم على البحر بسبب صعوبة الملاحة فيه، وربما ساعد في ذلك وجود قبائل “متوحشة” على شواطئه.
ومع إنشاء المستعمرات اليونانية على طول شواطئ البحر الأسود، وتحوّل المنطقة لمكان نشط ومألوف، غُيّر اسمه على عكس التسمية السابقة، فأصبح يُعرف باسم “بونتوس أوكسينوس” (Pontus Euxinus) أي: البحر “المضيف”.
الفرضيات حول سبب تسمية البحر الأسود
هناك العديد من الفرضيات حول سبب تسمية البحر الأسود بهذا الاسم، ومن أهم هذه الفرضيات:
- الفرضية الأولى: ترجع هذه الفرضية إلى صعوبة الملاحة في البحر الأسود، حيث كانت المياه ضحلةً ومليئةً بالعواصف، مما جعل الملاحة فيه خطرةً. وقد ساهمت هذه الصعوبة في إعطاء البحر سمعةً سيئةً، مما دفع الإغريق القدماء إلى تسميته “البحر غير المضياف”.
- الفرضية الثانية: ترجع هذه الفرضية إلى وجود قبائل “متوحشة” على شواطئ البحر الأسود، وكانت هذه القبائل معروفةً بسلوكها العدواني، مما جعل البحر يبدو مكانًا غير آمنًا. وقد ساهمت هذه القبائل في إعطاء البحر سمعةً سيئةً، مما دفع الإغريق القدماء إلى تسميته “البحر غير المضياف”.
- الفرضية الثالثة: ترجع هذه الفرضية إلى وجود ظاهرة طبيعية في البحر الأسود، وهي أن المياه في الطبقات العليا من البحر تكون ذات لون أسود، وذلك بسبب وجود كميات كبيرة من كبريتيد الهيدروجين. وقد أدى هذا اللون الأسود إلى إعطاء البحر سمعةً سيئةً، مما دفع الإغريق القدماء إلى تسميته “البحر غير المضياف”.
تاريخ البحر الأسود
تعود أصول البحر الأسود إلى العصر البليوسيني، حيث كان جزءًا من المحيط الأطلسي. ومع بداية العصر الجليدي الأخير، انخفض مستوى سطح البحر، مما أدى إلى عزل البحر الأسود عن المحيط الأطلسي. وخلال هذه الفترة، تراكمت المياه الجوفية في البحر الأسود، مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه فيه.
وخلال العصر الحديث، ارتفع مستوى سطح البحر مرة أخرى، مما أدى إلى اتصال البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط عن طريق مضيق البوسفور وبحر مرمرة.
دول البحر الأسود
يقع البحر الأسود على حدود 7 دول، وهي:
- أوكرانيا
- روسيا
- جورجيا
- تركيا
- بلغاريا
- رومانيا
- أذربيجان
سكان البحر الأسود
يعيش على شواطئ البحر الأسود حوالي 250 مليون نسمة، ينتمون إلى العديد من الأعراق والثقافات المختلفة. ومن أهم هذه الأعراق:
- الروس
- الأوكرانيون
- الجورجيون
- الأتراك
- البلغار
- الرومانيون
- الأذربيجانيون
أهمية البحر الأسود
يلعب البحر الأسود دورًا مهمًا في الاقتصاد والتجارة العالمية، حيث يربط بين أوروبا وآسيا، ويمر عبره العديد من الخطوط الملاحية التجارية المهمة. كما يُعد البحر الأسود مصدرًا مهمًا للموارد الطبيعية، مثل النفط والغاز الطبيعي.
خاتمة
يُعد البحر الأسود أحد أهم المسطحات المائية في العالم، حيث يتمتع بأهمية اقتصادية واستراتيجية كبيرة. وقد ساهمت العديد من العوامل في تسمية البحر بهذا الاسم، ومن أهم هذه العوامل:
- صعوبة الملاحة في البحر الأسود
- وجود قبائل “متوحشة” على شواطئ البحر الأسود
- وجود ظاهرة طبيعية في البحر الأسود وهي وجود كميات كبيرة من كبريتيد الهيدروجين
وعلى الرغم من هذه العوامل، فإن البحر الأسود أصبح اليوم أحد أهم الممرات المائية في العالم، ويلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد والتجارة العالمية.
تعليقات
إرسال تعليق